فى إحدى البلدات كان يعيش نجار مع زوجته وكان لهذه البلدة ملك ظالم يبطش بالناس لأتفه الأسباب ...
وفى أحد الأيام غضب الملك على هذا النجار فأصدر أمراً بإعدامه ... تسرب الخبر حتى وصل إلى النجار فأمسى مهموماً ولم يستطع النوم ليلتها وأخذ يبكى للمصير الذى ينتظره فى صباح اليوم التالى ..
نظرت إليه زوجته الوفية فى رقة وطمأنينة ثم قالت له : يا زوجى العزيز ماذا لو نمت مطمئناً ككل ليلة وتركت الأمور لله ـ سبحانه ـ فإن الله لا يرضى بالظلم وأبواب فرجه كثيرة ..
نزلت الكلمات على مسمع الرجل كالدواء فما كان منه إلا أن نام وأسلم أمره لله ولم يُفق من نومه إلا على صوت الجنود يقرعون بابه فى الصباح ..
ارتعب النجار وشحب وجهه وأحس بالندم الشديد لأنه اقتنع بكلمات زوجته وصدقها ..
فتح الباب بيدين مرتعشتين ومدهما نحو الجنود مستسلماً ليضعوا فيهما القيود فقال له أحدهم مستغرباً :
- لقد مات الملك الليلة وأتيناك لتصنع له تابوتاً خشبياً ...
تبسم الرجل وأشرق وجهه من السعادة ثم التفت إلى زوجته وقبل رأسها وقال لها : نعم يا زوجتى الحبيبة " إن الله لا يرضى بالظلم وأبواب فرجه كثيرة " .
إنما العزة لله وحده ..
ما دمت على ثقة بالله فلن يضرك كيد الكائدين ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق